مفهوم الطفل الداخلي: هو أنت الآن، ولكن حدثت لك مواقف معيّنة في مراحل عمريّة مبكرة لم يتم تشافيها فشكّلت هويّتك الحاليّة.

نظرية الارتباط:

اكتشف هذه النظرية الدكتور "جون بولبي" نتيجة عدّة تجارب على الأنماط السلوكيّة للأطفال. تنصّ هذه النظرية على أنّ سلوكيّات المشاعر والأفكار دائماً هي انعكاس لعلاقتك مع والديك أو أحّدهما، فالأنماط السلوكيّة مثل: الضحك والبكاء والصراخ، لماذا يقوم الطفل بها؟!! للبقاء على قيد الحياة والتي هي غريزة الوجود.

أصناف وأنماط الأطفال:

الدكتور "جون بولبي" يصنّف الأطفال إلى أربع أنماط حسب الروابط:

النمط الأول: الحالة والتجربة تساوي رابط الأمان المطمْئن.

قام الدكتور بولبي باستقبال أطفال في وقت معين، بتعاون مسبق من الأهالي، حيث يبقى الطفل لمدّة ساعتين، وبعد معرفة الطفل بأنّه سيبقى ساعتين في هذا المكان دون أهله وأنّهم يحبّونه بشكل كبير، ما هو ردّ فعل الطفل؟!!

في البداية تأثّر وبكى لأنّ والديه تركاه، ولكن بعد وقت قصير عاد للتوازن، ونشأ لدى هذا الطفل رابط الأمان.

النمط الثاني: المقاومة والتوتّر، بعد إعادة السيناريو ذاته على الطفل بعد ذهاب الوالدين، حيث بدأ الطفل بالصراخ والبكاء، ولم يُنصت بل أبدى مقاومة ورفض وتوتّر، وسيبقى في نفس الحالة حتى عودة والديه، ومن المحتمل أن يكون لديه ردّ فعل تجاه أحّد والديه، وبالمقابل رد فعل الوالدين تجاه الطفل. هذا نمط المقاومة والتوتر وفقدان الاتصال الإيجابي بين الوالدين، وبالتالي فقدان الاتصال الحنون والدافئ بين الأم والابن.

النمط الثالث: اللامبالاة، وفي هذا النمط تتساوى الأمور عند الطفل؛ أي وجود الوالدين أو عدم وجودهما لا يشكّل فارقاً عند الطفل، ولا يملك أيّ رد فعل، فالأمر غير منطقي وغير طبيعي وغير سليم، ومن المفترض أن يكون لديه ردّ فعل في حالتي حضور وغياب الوالدين. في هذا النمط اتجاهين: أحدهما أنّ الطفل يشعر بالأمان العالي وهذا أمر جيد، أو أنّ الطفل لا يعرف الأمان، حيث فقد الاتصال بوالديه، ولا يملك أيّ شعور بالدعم أو التواصل.

النمط الرابع: اللامتوقع، فمن الممكن أن يتصرّف هذا الطفل بطريقة غير متوقعة، حيث من الممكن أن يبقى هادئاً لفترة من الزمن، ثم يبدأ بالصراخ والبكاء أو غير ذلك، وذلك بسبب عدم وجود انسجام بين الوالدين بالقرارات. في هذا النمط يصبح الطفل شخصاً تصرفاته غير متوقعة ومتضاربة وسريعة.

 

الشخصيات السبعة للطفل بعد البلوغ:

الشخصية الأولى: الشخص الذي يعتني بالآخرين، وتنشأ هذه الشخصية نتيجة لعلاقة مَرَضيّة بين الطفل وأبويه أو بين الأبوين!!. ولكي يعوّض النقص أو يشعر باستحقاقه يبدأ بالاهتمام بالآخرين ليستمدّ منهم الاهتمام، وفي نفس الوقت يهمل نفسه وحاجاته الشخصيّة، ويعتقد أن المصدر الرئيس للحبّ في حياته هو فيما يُقدّمه من رعاية وعناية للآخر.

الشخصية الثانية: الشخص صاحب الإنجازات العالية، ويعتقد هذا الشخص أن الناس تحبّه أو تراه وتدعمه من خلال الإنجاز، هو لايشعر باستحقاقه الداخلي، ولكنّه يستمدّ هذا الاستحقاق من نظرة الناس له، وهو فعليّاً فاقد للاستحقاق الداخلي، ويستخدم الموافقة الخارجيّة من الآخرين ليُغطّي على جروحه الداخليّة وعدم استحقاقه.

الشخصية الثالثة: الشخص المتواضع، وهو شخص متواضع زاهد مسكين، يعتقد في نفسه من خلال التواضع أو تقليل الذات (شعور الضحية) أنّه لايستحقّ، فهو أقلّ قيمة!!.

نشأت هذه الشخصيّة بسبب تحطيم الوالدين للصورة النمطيّة؛ فدائماً يشعر بالعار أو تتمّ برمجته على أنّه لايستحق أيّ شيء حتّى الحبّ.

الشخصية الرابعة: الشخص المنقذ، ويعتقد هذا الشخص في قرارة نفسه أنّه يجب أن يساعد أو يُنقذ الآخرين؛ فهو يرى أن استحقاقه هو مساعدة الناس وانقاذهم، حيث لديه شعور بأنّهم مساكين وليس لديهم أيّ قدرات لحماية أنفسهم أو حلّ مشاكلهم، ويرى أنّ دوره في مساعدتهم، فهو يغطّي عدم استحقاقه للاهتمام والحبّ كونه لم يحصل على الحبّ والاستحقاق.

الشخصية الخامسة: الشخص المضحك الحزين، وهذا الشخص يظهر دائماً بمظهر الشخص المرح الكوميدي كي يُخفف الآلام ويُخفي ضعفه وعدم قدرته على التحكّم بمجريات حياته، فهو يحاول إضحاك الناس، أمّا من داخله فهو حزين. نشأت هذه الشخصيّة في الطفولة حيث لم يكن لديه القدرة على التعبير، وتعرّضَ لكبت مشاعر.

الشخصية السادسة: الشخص المُرضي للآخرين، وبدقّة أكثر هو شخص يقول: نعم دائماً ليرضي الآخرين، وبالمقابل ينسى رغباته وحاجاته، ويعتقد أنّه مُسخّر لإرضاء الآخرين. نشأت هذه الشخصيّة نتيجة ربط رضى الوالدين بسلوك جوهري عند الطفل.

الشخصية السابعة: الشخص المحبّ للأبطال، ففي قائمة الأبطال الوهميّة يفتخر بإنجازات الآخرين وينسى إنجازاته، ويعتقد أنّ المصدر الرئيس للحبّ هو أن يكون له قدوة ولكن لايقتدي بها. نشأت هذه الشخصيّة نتيجة الصورة النمطيّة الخاطئة من أحّد الوالدين.

كيف تتعرّف إلى طفلك الداخلي:

النفس البشريّة لديها غريزة تسمى غريزة البقاء، وهذه الغريزة هي الحفاظ على الوجود، والجسد يمتلك وعياً قام بالفصل بينك وبين الطفل الداخلي، لكي يحميك من مشاعر سلبيّة وتجارب غير جيدة. فالطفل الداخلي هو أيّ جزء منك تعرّض في فترة عمريّة سابقة إلى حدث أو أذى كاضطهاد الوحدة والشعور بالدونيّة، وبعدها حصل الانفصال، ولا يمكننا التشافي دون إعادة الاتصال.

كيف نعيد الاتصال بالطفل الداخلي؟؟

1-الاعتراف بوجوده وهو أنا الآن.

2-تقبّل الطفل الداخلي بكلّ ما مرّ به من تجارب وقدّرها.

3-أعد اتصالك بالطفل الداخلي من خلال النيّة:

(أنا _____ أنوي أن أتّصل بطفلي الداخلي، وأنوي أن أقابل طفلي الداخلي، والاتصال مع طفلي الداخلي).

ما هي آليّة الاتصال بالطفل الداخلي؟؟

عن طريق وضع النيّة أوّلاً، ثمّ المحفّزات:

1-ماهو الشعور عندما ينتقدك أحّد والديك أو كليهما؟

2-ماهو الشعور عند رفض والديك إعطاءك ما تريد؟

3-ماهو شعورك عند منعك من أحّد والديك عن الكلام والبكاء؟ هذه الأسئلة محفّزة لإظهار الشعور، والهدف منه هو الوعي بالتجربة لتشافيها.

 

تم عمل هذا الموقع بواسطة