علم طاقة المكان (فنغ شوي)

الفنغ شوي: هو علم صيني قديم جداً متفرّع عن علم الطاقة، ومرتبط به ارتباطاً وثيقاً.

يهتم الفنغ شوي بطاقة المكان، وقد اعتمد في استنباط أساسياته ونظرياته على فلسفة قديمة اسمها "فلسفة التاو".

فلسفة التاو هي فلسفة صينيّة تهتمّ بملاحظة الأشكال والألوان.

تتم ملاحظة الأشكال من خلال طرق ترتيب البيت وتصميمه ووضع أثاثه، وبموازنة الطاقة حول الإنسان وتعديلها وتحويلها إلى

طاقة إيجابية، بحيث تكون الطاقة المقصودة هنا هي الطاقة المتولّدة

من الأثاث وغيره من العوامل المحيطة بالإنسان.

ويقول المؤيدون لهذا العلم بأنّ كلّ المشاكل الصحيّة والعاطفيّة والماليّة يمكن أن تُحلّ إذما رُوعيَت أسس وقواعد هذا العلم، أو على الأقل من الممكن أن يتمّ تحسينها.

كما أنّ الإحساس بالمكان هو شعور لاينفصل عن الحياة، وهذه العلاقة هي علاقة شبيهة بعلاقة الجسد مع العظام فهي علاقة غير منفصلة، فلا يمكن الحفاظ على أحدهما بمعزل عن الآخر، ولابدّ من الحفاظ على تجانس وتوازن العلاقة المتبادلة بين جميع العناصر المكوّنة للحياة.

تناغم البيئة والوسط الذي يحيا فيه الإنسان يجعل الحياة تميل للفرح والسعادة، وهذا شرط يشترطه الفينغ شوي. بداية يجب أن نعرف أكثر عن الطاقة الكونية، حتى نعرف الأسس المنطقيّة لهدا العلم.

الطاقة الكونية هي مصدر غير محدود من القوة، وهي منتشرة ومتغلغلة في كلّ ذرّة من ذرات الكون، وهي التي تحفظ توازنه وتتأثر بكلّ موجود تحتها، هي السماء وهي نبضة حياة. بكلّ كائن حيّ نواة ذرة (خلية فكرة، إنسان، نبات) كلهم يُكونون الطاقة الكونية.

التشي مصطلح يعني الطاقة، وهي عنصر الفنغ شوي الأساسي، يمكننا تسخيرها ويمكننا تفعيلها ويمكننا أن نهدّئها، وهي تسمّى (كي) باليابانيّة، أو (برانا) بالهنديّة، ومهما اختلفت التسمية فإنّ تأثيراتها في حياتنا تكون محققة. وإلّا كيف تفسّر أنّك إذا دخلت على مكان وشعرت مثلاً بالضيق من السقف المنخفض والالوان المعتمة، والتهوية غير الجيّدة، وإذا كان مكانك الذي تعيش فيه غير مرتّب بشكل صحيح ؟!!! كل هذا هو ما يفسّره لنا الفنغ شوي. إذاً مهما اختلفت تبقى تأثيراتها محققة، وتقسم في الفنغ شوي إلى أربع نقاط، وهي نفس النقاط التي نقسّم بها اتجاهات البوصلة:

الشمال، الجنوب، الشرق، الغرب، بالإضافة لما بينها.

انتقالك إلى اتجاه جديد يجعلك تحت تأثير نوع محدد من التشي أو الطاقة، وتعرّضك لمدّة كافية له سيمكّنك من امتصاص ما يكفي منه، وبالتالي أخذ بعض خصائصه، مثلاً: عندما نكون في مكان معين وبين أفراد معيّنين

نشعر بطاقة سلبيّة بمجرد وجودنا في هذا المكان وشعرنا بالطاقة السلبية سنُشحن لاشعوريّاً بهذه الطاقة إذا كانت طاقتك أنت بالأساس منخفضة.

عناصر فنغ شوي هي نفسها العناصر الموجودة حولنا مع أملاح معادن موجودة بالجسم؛ فهي التي تخلق فنغ شوي الحياة.

بمعنى آخر: إذا سُخّرت هذه العناصر الموجودة في الجسم ووضعناها في أماكن استراتيجية ضمن عالمي ومحيطي، سيتحقق التناغم المنشود في الحياة، وقد يحلّ أغلب المشكلات إذا أحسنّا الاختيار والتطبيق.

عناصر الفنغ:

(ماء –خشب تراب -نار -معدن).

تشكّل هذه العناصر ما يسمّى "بمثمّن الباغوا الطاقي".

مثمّن الباغوا الطاقي يحتوي على هذه العناصر الخمس، وتوضع هذه العناصر ضمن مثمّن الباغوا في أركان المنزل بالطريقة الصحيحة، حيث تعمل على التوازن والانسجام والوفرة وكلّ شيء نحتاج وجوده.

الفنغ شوي يقسم أيّ مكان متواجد فيه إلى هذه الأركان الثمانية، ويحثّنا على تنظيف كلّ ركن طاقيّاً، لنتخلّص من طاقته السلبيّة ونشحنه بطاقة إيجابيّة إذا احتجنا تدعيمه كركن هامّ بمكاننا الطاقي.

يوضّح الفنغ شوي معنى الحوار الموجود يوميّاً بينا وبين الأماكن، أي يفترض أنّ هناك علاقة متبادلة بينا وبين الأماكن التي نعيش فيها وبين المحيط الذي نتواجد فيه، كما يبيّن أن أسلوب البناء والإكساء الداخلي شيئان مرتبطان بالجمال وبالصحّة النفسيّة.

علم طاقة المكان يبدأ من اختيار الشخص لمنزله أو مكتبه أو لأي مكان آخر، ثمّ يتّبع طرقاً مدروسة من شأنها جعل حياته إيجابيّة أكثر، أي ممكن أن نقوم بإضافة نباتات أو أشكال هندسيّة معيّنة أو تغيير الألوان، ومن الممكن أن نتأكّد من توفّر تهوية جيّدة، أيضاً إذا أضفنا عنصر الماء في المنزل بمكان معيّن، مثلاً: من المكن وضع نافورة بالركن الشمالي الغربي، وغيرها من الأمور المساعدة.

إذاً فالمكان الطاقي مفهومه يقوم على أنّ الفنغ شوي يفسّر أحاسيسك ومشاعرك وحالتك النفسيّة المتغيّرة بتغيّر المكان والمحيط الذي يكون مشبعاً بالتشي أو الطاقة، فإذا كانت سلبيّة ستؤثّر بك بشكل سلبي، وإذا كانت إيجابية ستغيّر لك حالتك المزاجيّة والنفسيّة والوجدانيّة لتحولها إلى طاقة إيجابيّة، وهذا ينعكس ليصبح كلّ شيء إيجابيّاً على مستوى طاقاتك الجسميّة وعلى لياقتك، وبالتالي على صحّتك. وهذا أيضاً يفسّر شعورك بالضيق إذا كان المكان حولك غير نضيف أو غير مرتّب، فطاقته مشحونة بشحنات سلبيّة ستنتقل إليك بنفس الطاقة.

حافظ على مستوى طاقتك نقيّة إيجابيّة ومتجددة بتفادي هذه الأخطاء ما أمكن:                                           1_التهوية المستمرة للمكان نهارا لا ليلا عند الشروق أفضل أوقاتها.

2_الإضاءة الجيّدة وأيضاً الإنارة الطبيعية هي الأفضل بين أنواع الإضاءة.

3_حفظ المكان بشكل نظيف ومرتّب.

4_نقوم بتوسيع وسط المكان، ولكن لماذا؟!!!

لأن الطاقة لها مسارات، وبالتالي حتى تدخل هذه الطاقة إلى المكان وتكون إيجابيّة يجب إزالة كلّ ما يعيقها قدر الإمكان، إضافة إلى أنّ استعمالك أدوات تفعيل تشي في المكان سيسحرك بتأثيراته الإيجابية.

حتى نستفيد من الطاقة مثلاً: المرآة يجب أن تكون عند مدخل الباب، إلى جانبه الأيمن أو الأيسر، أي على مدخل وعلى جانب الباب وليس بمواجهة الباب.

للباب نبات أخضر للزينة أمام المدخل، والتأكد أنّ مدخل البيت نظيف ومرتّب، وهذا يعني بأننا نحافظ على مستويات عالية من الطاقة الإيجابية التي ستدخل وسط المنزل. يجب علينا اتباع قواعد فنج شوي قدر الامكان.

وأيضاً من الممكن تركيب وحدة إنارة فوق الباب بداية الدخول، ومن الممكن تركيب وحدات إنارة بلورية أمام منبع ضوء، مثلاً: في الصالون نحن نقوم في هذه الحالة بخلق طاقة إيجابية في المكان الذي نتواجد فيه، لماذا؟ لأن المنبع الضوئي سيقوم بتحويل هذه الطاقة _الضوئية أو كسرها من خلال انكسار الضوء على هذا الكريستال أو البلّورة_ إلى طاقات وألوان الطيف، وهذه الألوان ستشحن المكان بالطاقة الإيجابيّة.

وأيضاً نضع لوحات زينة، وحوض السمك والنافورة والمياه والحواف الحادّة والمدببة، كلّ هذه الأشياء تخلق نوعاً من الطاقة النشطة حولنا. فقط علينا أن نكون حذرين باختيار مكان تطبيقها وكيف، حتى نوع قماش الأثاث والملبس وألوانه.

وعلينا أن نراعي أركان المثمّن الطاقي أثناء الترتيب، وبالتالي حين نعرف أيّ نوع من الطاقة يجب تفعيلها، مثلاً: عندما تريد تفعيل ركن الثروة يجب أن تنتبه للعنصر (عنصر المياه).